قصة قبل النوم : قصة الثعلب " ثعلوب "
قصة قبل النوم : قصة الثعلب " ثعلوب "
كانَ يا مكانَ في قديمِ الزمانِ، في غابةٍ خضراءَ جميلةٍ، عاشتْ حيواناتٌ مختلفةٌ بسعادةٍ ووئام. في تلكَ الغابةِ، كانَ هناكَ ثعلبٌ صغيرٌ يدعى "ثعلوب". ورغمَ أنَّ الثعالبَ معروفةٌ بمكرِها ودهاءِها، إلا أنَّ ثعلوبًا كانَ مختلفًا؛ فقد كانَ طيبَ القلبِ، صادقًا، ومحبوبًا من الجميع.
ثعلوبٌ كانَ يعيشُ في جحرٍ صغيرٍ على أطرافِ الغابةِ، وكانتْ هوايتُهُ المفضلةُ هي جمعُ الفواكهِ والخضرواتِ الطازجةِ وتقديمِها لجيرانِه من الحيواناتِ. ولكنْ، بالرغمِ من طيبتِه، لم يكنْ الجميعُ يثقُ به، خاصةً السنجابُ "سنيب" الذي كانَ دائمًا يشكُّ في نوايا ثعلوبٍ ويعتقدُ أنَّه يخفي وراءَ طيبتِه مكراً.
ذاتَ يومٍ، أعلنَ الأسدُ "أسام" ملكُ الغابةِ عن مسابقةٍ كبيرةٍ لاختيارِ الحيوانِ الأكثرِ شجاعةً وطيبةً في الغابةِ. كانتْ الجائزةُ هي قضاءُ يومٍ كاملٍ في القصرِ الملكيّ والتمتعُ بأشهى الأطعمةِ والمشروباتِ. قررَ ثعلوبٌ المشاركةَ في المسابقةِ، على أملِ أن يُظهرَ للجميعِ طيبتَهُ الحقيقية.
كانتْ المسابقةُ تتطلبُ من المشاركينَ عبورَ النهرِ العميقِ والتسلقَ إلى قمةِ الجبلِ العالي لجلبِ زهرةِ الشمسِ الذهبيةِ النادرةِ. انطلقَ ثعلوبٌ في الصباحِ الباكرِ مع بقيةِ الحيواناتِ، وبعدَ رحلةٍ طويلةٍ وشاقةٍ، وصلوا إلى النهرِ.
كانَ النهرُ عميقاً وسريعَ الجريانِ، وكانَ السنجابُ سنيبُ خائفاً من عبورِهِ. لكنَّ ثعلوباً تقدّمَ بلطفٍ وقالَ: "لا تقلقْ يا سنيب، سأساعدُك على العبورِ." ثمَّ قطعَ غصناً كبيراً واستعملَه كجسرٍ ليعبرَ سنيبُ بأمانٍ. تفاجأَ سنيبُ من طيبةِ ثعلوبٍ وبدأَ يُعيدُ النظرَ في أفكارِهِ السلبيةِ عنهُ.
عندما وصلوا إلى قمةِ الجبلِ، كانَ الجميعُ مرهقاً. لكنَّ ثعلوباً أصرَّ على مواصلةِ البحثِ عن زهرةِ الشمسِ الذهبيةِ حتى وجدَها أخيراً. حملَها بلطفٍ وعادَ إلى القصرِ الملكيّ حيثُ استقبلهُ الأسدُ أسامُ بتقديرٍ وإعجابٍ كبيرينِ.
في نهايةِ اليومِ، أعلنَ الأسدُ أنَّ ثعلوباً هو الفائزُ بالمسابقةِ، ليسَ فقط لشجاعتِه وطيبتِه، ولكنْ أيضاً لمساعدتِه الآخرينَ دونَ ترددٍ. ومنذُ ذلكَ اليومِ، تغيرتْ نظرةُ الحيواناتِ لثعلوبٍ، وأصبحَ الجميعُ يعاملُه بالحبِّ والاحترامِ.
وعاشَ ثعلوبٌ سعيداً في الغابةِ، محاطاً بأصدقائهِ الذينَ تعلموا أنَّ الطيبةَ والشجاعةَ هما ما يجعلُ الحيوانَ يستحقُّ التقديرَ والاحترامَ.